عاشق رونالدو مشرف
عدد الرسائل : 65 البلد : بلاد القديم .. البحرين العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 01/11/2007
| موضوع: حِكم وعِبر من زمان الإمام الهادي(ع) والحكام الذين عاصرهم الثلاثاء أبريل 08, 2008 4:44 pm | |
| إن الإمام الهادي شخصية نادرة وذات نفوذ عظيم في القلوب ، وإن تاريخ هذا الإمام العظيم تاريخ مشرف وقوي جدا وهو كفؤاً كريم في مواجهة التحديات إلا إنه للأسف حتى من يقول إنه من شيعته ومحبيه ويذكره بعد كل صلاة ويقول علي الهادي إمامي ولكن نرى في المقابل نراه لايعرف شيئ عن هذا الإمام وليس هذا الإمام وحده قد ظلم من هذا الجانب فحتى أبوه الجواد إبناه العسكري والمهدي فكثير لا يعرف عن إمام زمانه ، ولكن سنتناول البعض عن الإمام الهادي على سلسة من الحلقات وإن شاء الله سنفعل الشيئ ذاته مع إمام عظيم غيره .
كما أردت أن اسرد المعلومات بشكل مشوق و الله ولي التوفيق .
ولد في مدينة الرسول في قرية مؤسسها الإمام موسى إسمها صريّا . في شهر رجب سنة 212 هجرية .وكنيته ابو الحسن .
من ألقابه الهادي والنقي والنجيب والمفتاح والمؤتمن والعسكري ، وكان يخفي لقبه المتوكل لأنه كان الحاكم العباسي يلقب به .
عاصر الإمام كل من : 1-المعتصم 2- الواثق 3- المتوكل 4- المنتصر 5-المستعين 6-المعتز
قال أبو الحسن : كان الواثق إذا شرب وسكر رقد في موضعه الذي سكر فيه ، ومن سكر من ندمائه وترك ولم يخرج ؛ فشرب يوما فسكر ، ورقد ، وانقلب أصحابه إلا مُغَنّياً أظهر التراقد ، وبقيت معه مُغَنّية الواثق ؟ فلما خلا المجلس وَقّعَ ( كتب ) المغني في سحاءة ( ورقة مشدودة ) ودفعها إليها وكان يدعوها إليه وهي أجابته بما يريد فلما مدت يدها لترمي إليه بالسحاءة ، رفع الواثق رأسه ، فأخذ السحاءة من يدها وقال لهما : ما هذه ؟ فحلفا أنه لم يجر بينهما قبل هذا كلام ولا كتاب ولا رسول وغير اللحظ إلا إن العشق قد خامرهما .
ولكن لنرى خباثة الواثق اللعين
زوج الجارية للمغني وبعد ان تم الزواج اخذها الواثق أمام المغني مباشرة إلى احد الحجر وزنى بها ثم قال للمغني : اردت ان تفجر بهذه الجارية وهي في ملكي ، وها أنا قد زنيت بها وهي زوجتك !!
***********
كان الواثق مؤثراً لكثرة الجماع فقال لطبيبه اصنع لي دواء فقال له الطبيب لاتهدم بدنك واتق الله في نفسك.
فقال : لابد من ذلك فأمره الطبيب بإن يأخذ لحم أسد ويغليه عليه سبع غليات بخل الخمر ويتناول منه إذا شرب .
ففعل ذالك وإلا قليلاً حتى استسقى وهو ماء صفر يجتمع في البطن ، فلم يجدوا له دواء غير إلا ان ينزل بطنه ثم يترك في تنور قد سجر بحطب الزيتون حتى يصير جمرا ثم يجلس فيه .
ففعل ذلك ومنع الماء ثلاث ساعات فجعل يستغيث ويطلب الماء ولم يسقوه فصار في جسده اورام مثل البطيخ ثم اخرجوه فجعل يقول ردوني ردوني وإلا مت . فردوه فسكن صياحه ثم إنفجرت الأورام وقطر منها الماء فأخرجوه وقد اسود وجسده ومات بعد ساعة .
وعلى رأس كل ما اصاب هذا الظالم اتى حردون وهو من الزواحف وقد جاء من البستان وإستل عيني الواثق وهو ميت وأكلهما .
الحكمة او العِبرة : إن كل من يشبع رغباته بمعصية الله خارج النطاق او القانون الإلاهي الذي وضعه الله تعالى لهذه النزعات نهايته شر الخاتمه والعاقبه ، فعلى الإنسان ترك هذه الملذات كلها وإشباعها بما وضع الله من امور حسنة وذات منفعه لإشباعها .
وهذا الذي فعله الواثق من الكبائر ويضع الإنسان في قلب جهنم قد أخبر الإمام أمير المؤمنين في حديثه عن حكام بني العباس قال : عاشرهم أكفرهم .
إنه المتوكل العباسي ، فهو من الأباضية وكفروا مخالفيهم ، قالوا إن علياً عليه السلام كافر وكثير من الصحابه الأجلاء .
كان له اربعة آلاف جارية وقد زنا معهن جميعاً ، وكان له 10.000 حارس يحرسونه لحراسته الشخصيه .
وتسلم زمام الأمور وهو إبن 26 سنة .!!!
وكان المتوكل في قلبه حقد دفين على آل طالب ، وعند تسلمه الحكم أمر جميع اعوانه أن يعاملوا اي شخص من سلالة آل طالب بالقبيح دوما ً ، حتا أصبح الأنذال يتقربون له بذم آل طالب وأتباعهم .
ومن أمثلة هذا البغض :
* نصر بن علي الجهضمي حدث بحديث النبي : انه اخذ بيد السبطين وقال : من احبني واحب هذين ، واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) فأمر المتوكل بضربه ألف جلده بالسوط .
* كان يحز في صدره بإن يسمع إن الشيعة يزورون قبر الحسين وإن البيوت قامة حول قبره لزيارته في اي وقت ، فأمر بهدم هذه المنازل ومنع الناس من أتيانه فجعل على كل الطرقات المؤدية غلى قبر أبا عبد الله صلوات الله عليه مسلحون يأتون بكل من يقدم إلى الحسين وقتله او إنهاكه في العقوبات .
وقد بعث المتوكل المعري و الديزج إلى كربلاء بغيت تغير قبر الحسين فنبش الديزج وقال للمتوكل لم أر شيئا من جسد الحسين .
ولكن في الحقيقة إن الديزج عندما نبش وجد بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي ووجد منه رائحة المسك فترك كل شيئ على حاله وطرح عليه التراب وأمر بإن تحرثه البقر ولكن عند وصولها إلى موضعه تراجع البقر وطلق عليه الماء بعد شقه للنهر ولكن الماء توقف ولم يتقدم على قبر الحسين فهدد من رأى ذلك لئن ذكر احد هذا لأقتلنه .
وبعد فتره من ذلك رأو إن المعري اصبح وجهه اسود وهو كان شديد البياض واصبح يتشقق ويخرج منه مادة نتنه ، وقرب موته باح بالسر وقال إنه عندما ذهبت انا و الديزج لنبش قبر الحسين رأيت رسول الله في المنام فقال : لاتخرج من الديزج ، ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين ، إلا إنني فعلت وذهبت ونبشنا القبر ، فرأيت الرسول في المنام فقال : ألم آمرك أن لاتخرج معهم ؟ ولا تفعل فعلهم ؟ ثم لطمني وتفل في وجهي فصار وجهي مسوداً كما ترى وجسمي على حالته الأولى ابيض.
وإما الديزج فقد كان في مرضه الذي مات فيه كالمدهوش ، كان السبب الذي بقي عليه كالمدهوش هو إنه عند خروجه إلى قبر الحسين لما أمر به المتوكل ، ذهب يستريح وجعل العمال يذهبون لمحي أثره فسمع ضوضاء شديدة واصوات عالية فذهب للعمال وسألهم فقالوا له إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر فقال الديزج أرموهم فلما رموا السهام عادت السهام إليهم واصاب راميه وارداه قتيلاً فأستوحش ذالك وجزع واصابته الحمى والقشعريرة فأصبح بهذه الحال منذ ذلك اليوم حتى توفي .
*******
أما الحكمة والعبرة فإنها واضحه فلطالما ارادوا محي آثار آل محمد غلا إن الله يحميهم بشتى الطرق وبمعجزات وكرامات لم تحدث قط وهذا المتوكل قد اراد منع الناس عن زيارة الحسين ولكن اين المتوكل ؟ وأين الحســـــــــــــــين ؟ المتوكل ربما لا احد يعرف قبره وهو مجهول ولا زائر يزوره ولم يبقى له أي شيئ من خدمه وقصوره ـ
بينما الحسين له قصر عظيم ورايته ترفرف مدى الأزمان ولا يخلوا قصره من الزوار حتى وصلت أعدادهم إلى ما يقارب 10 مليون زائر ومن كل بقاع الأرض يقصدونه وفي كل وادي يذكر وقد إستطاع وهو في قبره أن ينشر بين الناس افكاره ومعتقداته ودين جده والمتوكل ذو الجيوش الجبارة لم يستطع أن يبقي ولو فكره واحده من افكاره ليعمل بها الناس وهو في جهنم من المخلدين . وهذا مايتفق عليه كل المسلمين في تاريخ المتوكل العباسي لذالك من يتحدث عنه من غير الشيعه ويذكر مآسيه لأنه اصبح عار عليهم بإن يسمى مثل هذا في كتبهم بأمير المؤمنين ولازل أتباعه يحاولون إطفاء النور الإلاهي ويدعون الإصلاح وهم مفسدون .
المنتصر العباسي
ربما كان هو أفضلهم ، وكان يخالف أباه المتوكل ولم يقتل أي أحد من آل محمد ولم يحبسم ولم يأذيهم وكان يميل لهم ، وكان المتوكل يعلم إن ابنه يتعاطف مع العلوين عامة والإمام الهادي خاصة.
وتقول الرواية : إن المتوكل زرع الآس في بستان وكثر منه لأنه طيب الرائحة وفي أحد الأيام ذهب المتوكل ليتمتع بجمال الدنيا في ستانه فجلس وسط ما زرع فرفع رأسه إلى المنتصر وقال : يا رافضي سل ربك الأسود عم هذا الآس الأصفر ماله من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفر ؟ فغنك تزعم إنه يعلم الغيب !!
فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين ، إنه لايعلم الغيب .
فأصبح المنتصر وذهب إلى الإمام صلوات الله عليه وأخبره بالأمر فقال عليه السلام : يا بني ! امض أنت واحفر أصل الآس الأصفر ، فإن تحته جمجمة نخرة ، اصفرارها لبخارها ونتنها .
قال المنتصر : ففعلت ذلك فوجدته كما قال . ثم قال له يا بني لا تخبرنَّ لأحد بهذا الأمر ، فلن نحدثك بمثله .
*** عزيزي إن المتوكل كان يعلم بتعاطف ابنه مع الإمام ووإنه يعتقد بإمامته لقوله يا رافضي وكان الإمام اسمر لذلك قال المتوكل سل ربك الأسود .
ثم إن المتوكل يريد من الإمام جواب سبب اصفرار الشجرة والإمام لم يدخل هذا البستان!!! وايضا الإمام يعطيه الجواب !!! فهذا دليل بإن المتوكل يعلم بإمامة الهادي لذلك لعلمه الغيب بإذن الله ، لكن خبث المتوكل وعداؤه والمرض الذي في قلبه يجعله يسيئ إلى الإمام صلوات الله عليه .
وهذا يدل على حسن راي المنتصر بأهل البيت والإمام الهادي . وحسن ظن الإمام الهادي به لقوله إلى المنتصر يا بني وفي وضع آخر لأحدثنك بمثله أي إنه سيريه الكثير من المعاجز على يديه .
ونستعرض قليلاً من إستعطاف المنتصر لآل محمد .
قال ابن خنيس : قال ابو الفضل : إن المنتصر سمع اباه يشتم فاطمة صلوات الله عليها فسأل المنتصر رجل من الناس عن ذلك ؟ فقال له الرجل : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل اباه لم يطل له عمر . فقال المنتصر : ما ابالي إذا اطعت الله بقتله - أن لا يطول لي عمر .فقتله وعاش بعده سبعة اشهر . وقيل إن المنتصر مات مسموماً .
*************
وبصراحه أعجب من المنتصر !!! بحث عنه كثيرا ولم اجد له مساوء ضد أهل البيت وهذه الروايات التي وضعتها في الأعلى عنه معتبرة عند الشيعه
عن المنتصر راجع هذه المصادر : تاريخ الطبري ج7/416 الأمالي ج1/337 الكامل لابن الأثير ج 7 ص 114 __________________________________ وبعد إن عرفنا شخصية كل حاكم منهم عاصره الإمام ومدى حقارتهم نستعرض الآن حكاياتهم مع الإمام الهادي صلوات الله عليه .
رسالة المتوكل إلى الإمام الهادي دعوه على القدوم إلى بغداد :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك وراع لقرابتك موجب لحقك مؤثر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت من عزك وعزهم ويدخل الأمن عليك وعليهم ويبتغي بذلك رضا ربه وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم .
وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي علمه أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وأنك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه .
وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والأنتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك .
وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إليك فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك وعلى مهلة وطمأنينة وترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت.
وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلك ويسيرون بسيرك فالأمر ذلك إليك. وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حى توافي أمير المؤمنين.
فما أحد من إخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد لهم إثرة ولا هو لهم انظر ولا عليهم اشفق وبهم ابر وإليهم اسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
********* نلاحظ إن اللعين إستعمل في الرسالة وعبر عن نفسه بأمير المؤمنين 8 مرات لإثبات جبروته وكبريائه الموهوم لإخضاع الإمام .
ولكن اهداف المتوكل ليست كما في الرسالة بل أهدافه إبعاد الإمام عن شيعته ووضعه غريب وتحت رقابه لإضعاف قيادته وقتله متى اراد . لأن الإمام كان يشكل خطر كبير على عرش المتوكل والدولة العباسية كما سأذكر لكم لاحقاً .
ولما قرب موكب الإمام من بغداد في الياسرية رأوا مدى تعشط الناس لرأيته وتكحيل أعينهم بوجهه المبارك ، فأقام في الياسرية ليلة واحده ثم أخرج ليلا ً غلى بغداد حتى لا يلتقيه أحد فأقام ايضا في بغداد ليلة ثن أخرج إلى سر من رأى في الليل ايضا ً. ولما وصل الإمام الهادي إلى سامراء ،ولما وصل الإمام عليه السلام إلى سامراء ، كان من المتوقع ان يحل ضيفا عند الملعون المتوكل بعد كل هذه الترحيبات ولكن عن وصول الإمام عند باب قصر المتوكل احتجب اللعين عن الإمام ولم يسمح له بالدخول ولم يهيئ له مكان يبات فيه .!!!
يالثارات الإمام الهادي .ظلم رهيب عانى منه الإمام الهادي حقيقة وحتى اليوم يظلم بن يقول إنه شيعي .
فإضطر الإمام للنزول في خان الصعاليك وهو للغرباء والفقراء وكيف يكون الإمام غريب وهو الذي خلقت الأرض لجمال عينيه وكيف يكون فقير وهو الحبل الممدود بين السماء والأرض . ولكن على كل حال لإن الأئمة يمشون مع الدنيا طبق القوانين الطبيعية لا المعاجز الإهية التي اعطيت لهم من الله عز وجل . وسنذكر بعض هذه المعاجز التي مارسها الإمام لكسر أعين كل ظالم وخاصة المتوكل وبنو العباس .
فهنا فائدة من نزول الإمام في خان الصعاليك .
وهو إنكشاف أمر المتوكل وغدره وهتك حرمة الإمام الذي هو حرمة الإسلام وظهر قبح عمله ونواياه والمس بكرامة الإمام خاف فأمر أن تعد للغمام دار محترمه لينزل فيها .
ولكن هذه القصور لاتليق بالإمام الهادي فهو أسما وارفع من ان يسكن قصر بني من اموال المسلمين وكان بؤرة لأنواع الفساد ومركز للمنكرات .
وكان يعلم المتوكل إن نزول الإمام في قصره ينغص عليه ملذاته وشهواته الحيوانية .
وهذا كله من ظواهر الحسد لكونه من سلاسة رسول لله ونسبه الأشرف والأرفع والسمعة الطيبة والعلم والتقوى والوقار ومهابة الناس لشكله دون أن يعرفوه من يكون ونزاهته عن المعاصي والذنوب.
فإن قصر الإمام كان خالي إلا من النور الرباني والدين والتقوى والورع. بعكس قصور العباسيون .
والآن نذكر بعض مواقف الإمام الهادي في مجلس المتوكل عليه اللعنه لقيام يوم الدين .
قال المسعودي : وقد كان سُعي بأبي الحسن : علي بن محمد إلى المتوكل وقيل له : إن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته. فوجه إليه ليلاً من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في بيت وحده ، مغلق عليه ، وعليه مدرعة ( ثوب من صوب ) من شعر ، ولا بساط في البيت ، إلا الرمل والحصى ، وعلى راسه ملحفة من الصوف ، متوجهاً إلى ربه ، يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد .
فأخذ على ما وجد عليه وحمل إلى المتوكل في جوف الليل ،أخذ على ما وجد عليه وحمل إلى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يشرب ، وفي يده كأس ، فلما رآه اعظمه واجلسه إلى جنبه ، فناوله المتوكل الكأس التي كانت في يده !! فقال الإمام : يا أمير المؤمنين ماخامر لحمي ودمي قط ! فاعفني منه فأعفاه . وقال : أنشدي شعراً استحسنه فقال الإمام : إني لقليل الرواية للأشعار فقال : لابد أن تنشدي
فأنشده بقصيدته المشهورة التي تهز الوجدان لم كان يعقل ويعي كل جوانب وأبعاد القصيده ::
باتوا على قلل الأجيال تحرسهم غلب الرجال ، فما أغنتهم القللُ واستنزلوا بعد عزٍ عن معاقلهم فأودعوا حفراً ، يا بئسما نزلوا ناداهمُ صارِخٌ من بعدما قُبِروا : اين الأسرة والتيجان والحللُ ؟ أين الوجوه التي كانت منعمةً من دونها تضرب الاستار والكللُ ؟ فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم : تلك الوجوه عليها الدود تنتقل ُ قد طالما أكلوا فيها وما شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا وطالما عمّروا دوراً لتحصنهم ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادخروا فخلَّفوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قفراً معطلةً وساكنِوها إلى الأجداث قد رحلوا ........ .
فقيل : فأشفق كل من في المجلس على الإمام وظنوا إن المتوكل سيفعل به الأهوال ويعذبه اشد تعذيب .
إلا إن المتوكل قد بكى وبتلت لحيته من الدموع وبكى الجميع وامر المتوكل برفع الشراب ثم قال للإمام اعليك دين فقال الإمام 4 آلاف دينار ، فدفعهم المتوكل عنه . ورجع الإمام إلى بيته مكرّماً . ( المتوكل يستفتي الإمام ) ( أعرابي مع الإمام ) نادى المتوكل كاتبا نصرانيا : ابا نوح ،، فأنكروا ذلك بإن يكني نصرانيا او يهوديا او كافرا او مشرك وإستفتى خاصته فإختلفت الآراء . فنادى الإمام فقال له الإمام :
( بسم الله الرحمن الرحيم * تّبت يدا أبي لهب )
فعلم المتوكل إنه لابأس بذلك لأن الله كنى كافراً .
نستنتج من هذه القصة :
1- لا بأس في تكنية الكفار لأن تكن تعد من طرق الإحترام وعدم إهانة الناس مهما كانت أديانهم فديننا دين المحبة والمودة .
2- عدم معرفة من يسمى خليفة الله ، و أمير المؤمنين الذي هو حضرة المتوكل بأحكام الله .
3- إقرار المتوكل في نفسه بفضل الإمام وغزارة علمه ، ولكنه يتكبر لأنه حاكم .
4- جهل خاصة المتوكل من الفقاء في أمور الدين . ( طبعاً رأس الجهل المتوكل اولهم )
| |
|